غياب الأطر الطبية الرئيسية بمستشفى الإدريسي بالقنيطرة والاعتماد فقط على المتدربين يسائل الوزارة الوصية على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرتفقين القادمين من مختلف جماعات الإقليم.
إن الزائر إلى المستشفى الإقليمي بالقنيطرة لا يمكن أن يغفل ملاحظة تلك الطوابير التي يشكلها المرضى أمام بعض الأقسام، خاصة قسم المستعجلات، صباح مساء، بغية إجراء الفحوصات أو تلقي العلاجات المطلوبة.
ويعود السبب في ذلك إلى النقص الملحوظ في الموارد البشرية من الأطر الطبية وشبه الطبية، مما يخلق ضغطًا كبيرًا على نفسية هؤلاء المرضى وعائلاتهم، إذ يخشون الاضطرار إلى التنقل خارج الإقليم، مما يعني مضاعفة المعاناة الصحية والنفسية والمالية.فعلى سبيل المثال، ذكر أحد المرضى الذي كان يعاني من آلام حادة أنه اضطر للانتظار لمدة تزيد عن خمس ساعات قبل أن يتلقى العناية اللازمة. كما أفادت أسرة مريضة أخرى أن ابنتهم المصابة بحالة حرجة نقلت إلى مستشفى آخر بعد أن فشلت في الحصول على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
وعندما يجد المريض نفسه أمام المتدربين، فإن معاناته تزداد سوءًا، علمًا أن المتدرب لا يملك الكفاءة اللازمة للتعامل مع المريض أو المرض أو مع العدد الهائل من المرضى الذين يستقبلهم المستشفى بشكل يومي، خصوصًا في غياب الطبيب الرئيس.
إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن المستشفى يعمل بنحو 60% فقط من عدد الأطباء المطلوب لتغطية كافة الأقسام، مما يزيد من حدة الأزمة.
وقد طالبت أصوات كثيرة، من بينها جمعيات حقوقية وسكان المدينة، التدخل العاجل لتسوية الأوضاع ودعم المستشفى بما يكفيه من الأطر الطبية، للحيلولة دون تدني مستوى الخدمات الطبية أكثر مما هو عليه الحال. كذلك، أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة.
إن الأزمة الراهنة تستدعي تحركًا فوريًا من الوزارة الوصية لضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين، وتجنب تفاقم الأوضاع التي تؤدي إلى مزيد من المعاناة والضغط على المرضى وعائلاتهم.
التعليقات مغلقة.