من دار لدار السياسة بالأكياس البلاستيكية بمهدية
الحملة الإنتخابية تبدأ من بابها الضيق في مدينة المهدية، يبدو أن السياسة قد فقدت مسارها، حيث أصبحت الأكياس البلاستيكية هي عنوان المرحلة.
في مشهد يثير الدهشة والتساؤلات، يقوم منتخبو جماعة المهدية بتوزيع الأكياس البلاستيكية بمناسبة عيد الأضحى من دار لدار، متجاهلين القضايا الكبرى والمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الساكنة.
هذا التحول في مسار السياسة المحلية يكشف عن مستوى متدنٍ من الأداء والتفكير لدى بعض المنتخبين، الذين اختاروا التركيز على مبادرات سطحية بدلاً من معالجة التحديات الحقيقية.
الشئ الصادم وكما جاء على لسان بعض المنتخبين: “حنا كنديرو بيها السياسة”، في إشارة إلى أنهم يستخدمون هذه المبادرة لتحقيق أهداف سياسية بدلاً من خدمة المجتمع. هذه التصريحات تعكس بوضوح مدى انحدار المستوى السياسي، حيث تحولت الأعمال البسيطة إلى وسيلة لكسب الأصوات بدلاً من التركيز على التنمية الحقيقية.
من المؤسف أن نرى المنتخبين يتركون هموم المواطنين الكبرى ويتجهون نحو أعمال تفتقر إلى القيمة الحقيقية،بدلًا من التركيز على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات العامة، ومعالجة قضايا التعليم والصحة، نجدهم ينشغلون بأمور سطحية تُظهر مدى انحدار المستوى السياسي.
وما يزيد الأمر سوءًا هو أن شركة النظافة هي الجهة المسؤولة عن توزيع الأكياس البلاستيكية، وليس المنتخبين أنفسهم. هذا التداخل في الأدوار يشير إلى غياب التنسيق والفهم الصحيح للمهام والمسؤوليات، مما يضاعف من حدة المشاكل التي يواجهها السكان.إن هذا الوضع يدعو إلى التفكير الجدي وإعادة تقييم الأداء السياسي في المنطقة.
يجب على المنتخبين أن يستعيدوا ثقة المواطنين من خلال التركيز على القضايا التي تهمهم حقًا والعمل بجدية على إيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي يواجهونها.
لقد حان الوقت للانتقال من السياسات السطحية إلى مبادرات فعّالة وذات تأثير إيجابي على حياة الناس. المواطنون يستحقون قيادة تهتم بمصالحهم الحقيقية وتعمل بجدية على تحسين أوضاعهم، وليس فقط تقديم حلول مؤقتة وغير فعّالة”عطيني بولة حسن ماتعطيني ميكة” .
التعليقات مغلقة.