التكنولوجيا الحديثة عائق على صلة الرحم و على الاتصال الإنساني العميق

الدائرة – ذ.لحسن امدين

لا شك أنه في عصرنا اليوم، عصر الإتصالات السريعة والتكنولوجيا الحديثة، يواجه مفهوم صلة الرحم تحديات جديدة تهدد بتقليل أهميته وقوته في المجتمعات اليوم. صلة الرحم، التي كانت تعتبر أساسا للعلاقات الأسرية والاجتماعية، تواجه اليوم تحديات كبرى نتيجة التغيرات في الأساليب الحديثة للتواصل والتفاعل.
تعتمد صلة الرحم بشكل كبير على التفاعل الشخصي والوجود الجسدي بين الأفراد، وهذا النوع من التفاعل تأثر بشكل سلبي بفعل التكنولوجيا الحديثة و لابد أن نعترف بذلك. على الرغم من أن وسائل التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية قد جعلت التواصل أسهل وأسرع، إلا أنها في الوقت نفسه قد أدت إلى تقليل اللقاءات الحقيقية والتفاعلات الشخصية التي تعزز الروابط العائلية.
تقلص اللقاءات وجها لوجه يمكن أن يؤدي إلى فقدان القدرة على التفاعل العميق والتواصل الإنساني المعبر عن العواطف والمشاعر بشكل صادق. هذا التغيير يمكن أن يؤدي إلى ضعف صلة الرحم، حيث يصبح الإتصال أكثر سطحية وأقل عمقا، مما يقلل من قيمتها الإجتماعية والنفسية في المجتمعات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التكنولوجيا الحديثة إلى انشغال الأفراد بأنشطتهم الرقمية، مما يقلل من الوقت المخصص للتفاعلات الأسرية التقليدية مثل الإجتماعات العائلية والأنشطة المشتركة. هذا التغير في الأولويات والأساليب الحياتية يمكن أن يؤدي إلى انحسار صلة الرحم وتقليص دورها الثقافي والإجتماعي في المجتمعات الحديثة.
بالتالي، يجب علينا التفكير بعمق في كيفية تواصلنا واستخدامنا للتكنولوجيا الحديثة، لأنها سيف ذو حدين، فكما يمكن أن تسهم في تعزيز التواصل والتلاحم الأسري، يمكن لها في الوقت نفسه أن تقلل منه بشكل غير مقصود عن طريق تقليل التفاعلات الشخصية العميقة.
و في الأخير يجب علينا أن نصل ارحامنا استجابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصانا بذلك من جهة و حذرنا بقطعها من جهة أخرى.

العلاقات_الإنسانيةتكنولوجيامجتمع