الدائرة – ذ.لحسن امدين
من يتتبع الشأن الإجتماعي اليوم سيلاحظ أن الطلاق أصبح ظاهرة اجتماعية متزايدة تتطلب اهتماما خاصا نظرا لتأثيراتها على الأفراد والمجتمع. من بين أسباب الطلاق التي غالبا ما تتجاهلها الزيجات الجديدة هي نقص الأهلية في اتخاذ قرار الزواج. الأهلية هنا لا تعني فقط البعد القانوني ولكن أيضا النضج العاطفي والعقلي. إذا كان من المهم أن ينظر في الجوانب القانونية للزواج، فإن الأهلية النفسية والعاطفية أيضا تلعب دورا كبيرا في نجاح العلاقة الزوجية.
تشير الدراسات في هذا المجال إلى أن العديد من الزيجات تنتهي بالطلاق بسبب نقص في الوعي بالمسؤوليات والتوقعات التي يحملها الزواج هذا الأخير يتطلب نضجا عاطفيا وفهما عميقا لأدوار والتزامات الشريك الآخر. عندما يدخل الأفراد في الزواج دون إلمام كامل بتلك المسؤوليات، فإن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل قد تعصف بالعلاقة. من هنا تأتي أهمية برامج التوعية والإرشاد قبل الزواج. تلك البرامج يمكن أن تساعد الأفراد المقبلين على دخول القفص الذهبي على فهم متطلبات الزواج بشكل أعمق، وتعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات مدروسة تجنبهم الوقوع في أبغض الحلال عند الله. كما يجب أن تتضمن هذه البرامج تدريبا على مهارات التواصل وحل النزاعات، وهي أدوات حيوية لتفادي المشاكل التي قد تطرأ في المستقبل. علاوة على ذلك، ينبغي للأسر والمجتمعات دعم الشباب المقبلين على هذه الخطوة التي تعتبر منعطفا مهما في حياتهم، في رحلة البحث عن شريك الحياة المناسب من خلال تقديم النصائح والدعم العاطفي و النفسي من خلال زيادة منسوب الوعي لذيهم وتعليمهم كيفية التعامل مع التحديات الزوجية، يمكن تقليل معدل الطلاق وتحقيق استقرار أسري واجتماعي أفضل.
باختصار، إن تعزيز الأهلية في اتخاذ قرار الزواج من خلال التوعية والتعليم يمكن أن يلعب دورا حاسما في تقليل مشاكل الطلاق. من خلال الإستعداد والتفهم الكامل لمتطلبات الزواج، يمكن للأفراد بناء علاقات زوجية أكثر نجاحا واستدامة. و في الأخير نقول لكل مقبل على الزواج ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم:” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.