بينما تشهد مدينة تيفلت احتفالات ومهرجانات بميزانيات ضخمة، يعاني المواطنون من نقص حاد في الماء الصالح للشرب. هذا الوضع يثير تساؤلات حول أولويات المسؤولين المحليين، ومدى اهتمامهم بحاجيات السكان الأساسية.
في الآونة الأخيرة، نظمت مدينة تيفلت مهرجانًا استمر خمسة أيام تحت شعار “ثقافة في خدمة ورش الدولة الاجتماعية”، بتوجيه من رئيس الجماعة عبد الصمد عرشان. هذا المهرجان جذب العديد من الزوار واحتفى بالثقافة المحلية والفنون، لكنه في المقابل أثار استياء واسع بين سكان المدينة الذين يرون أن الأولوية يجب أن تكون لتوفير الماء الصالح للشرب.
تعاني العديد من الأسر في تيفلت من انعدام الماء الصالح للشرب في منازلهم، مما يضطرهم للجوء إلى “السقايات” لتلبية احتياجاتهم اليومية. هذه المعاناة تتفاقم في فصل الصيف، حيث تزداد الحاجة للماء وتصبح الظروف أكثر صعوبة. وبدلاً من توجيه الميزانيات لتحسين شبكات المياه والبنية التحتية، يتم تخصيص مبالغ كبيرة للمهرجانات والاحتفالات، مما يعمق شعور المواطنين بالإحباط والتهميش”المسؤولين فالمهرجان والمواطن كالس عطشان” .
في الندوة الصحفية التي عقدها رئيس الجماعة عبد الصمد عرشان، تحدث عن أهمية المهرجان ودوره في خدمة المجتمع، لكنه تجاهل الحديث عن الأزمة الحقيقية التي يعاني منها السكان، وهي نقص الماء. “اش خاصك العطشان المهرجان امولاي” شعار يتردد كثيرًا بين الأهالي، تعبيرًا عن استيائهم من التركيز على الكماليات بدلاً من الضروريات.يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين ما يعتبره المسؤولون إنجازات وما يحتاجه السكان فعلاً. فبينما يتحدث المسؤولون عن “الرعاية السامية” للمهرجانات المقبلة، يتساءل المواطنون عن دور هذه الفعاليات في تحسين حياتهم اليومية وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
كيف يمكن لمسؤول برلماني أن يغفل أو يتغافل عن أساسيات الحياة لتحقيق رغباته الشخصية أو تلك المتعلقة بالظهور السياسي؟إن معالجة هذه الأزمة تتطلب إعادة النظر في أولويات الإنفاق وتوجيه الميزانيات نحو تحسين الخدمات الأساسية مثل توفير الماء الصالح للشرب.
فتوفير الماء الصالح للشرب ليس رفاهية، بل هو حق أساسي يجب أن يكون على رأس أولويات أي مسؤول يسعى لخدمة مجتمعه بشكل حقيقي وفعّال، تبقى تساؤلات سكان تيفلت قائمة: هل ستبقى احتياجاتهم الأساسية مهمشة على حساب الفعاليات الترفيهية؟ أم سيشهدون تغييرًا حقيقيًا في سياسات المسؤولين يضمن لهم حياة كريمة تلبي احتياجاتهم اليومية؟ .