الحس الأخلاقي والوازع الديني لدى الأطباء و أطر التمريض في المحك

الدائرة – ذ.لحسن امدين

من يصول و يجول بلادنا سيلاحظ أن المستشفيات الحكومية في المغرب تواجه تحديات عديدة تتعلق بجودة الرعاية الصحية، ومن بين هذه التحديات يبرز بشكل خاص نقص، إن لم نقل، غياب الحس الأخلاقي والوازع الديني لدى بعض الأطباء وأطر التمريض عند أداء مهامهم و التي أدوا عليها القسم. هذا الأمر يعكس نقصا في الإلتزام بالقيم الإنسانية والمهنية التي تشكل أساسا للعمل في القطاع الصحي. هذه القيم الأخلاقية والدينية تعتبر أساسيات في المهنة الطبية، حيث يفترض من الأطباء والممرضين تقديم الرعاية بصرف النظر عن خلفية المرضى أو حالتهم الإجتماعية. إلا أن العديد من الشهادات لمواطنين ضحايا هذه التصرفات، تتحدث عن حالات من الإهمال وسوء المعاملة، مثل تأخير تقديم العلاج أو تجاهل احتياجات المرضى أو مطالبتهم بإحضار بعض اللوازم الطبية المفروض تواجدها في المستشفيات كالابر و بعض الفيتامينات الخاصة بالأطفال الصغار… هذه التصرفات تتناقض مع المبادئ الإنسانية والدينية التي تشدد على أهمية الرحمة والرعاية الجيدة. هذه الظاهرة السلبية حتما لها أسباب محتملة تساهم فيها مجموعة من العوامل نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الضغوط الإقتصادية و التي قد تؤدي إلى تقليل الإهتمام بالجوانب الإنسانية في العمل، كما قد يكون نقص التكوين الأخلاقي في التعليم الطبي سببا في عدم إدراك بعض المهنيين لأهمية القيم الأخلاقية في ممارسة مهنتهم، كما يمكن أن تلعب التحديات الإدارية والهيكلية في النظام الصحي دورا في هذا السياق، حيث قد يواجه الموظفون ضغوطات تؤثر على تصرفاتهم. لكن و مهما كانت الأسباب فإن النتائج المترتبة على غياب الحس الأخلاقي والوازع الديني يمكن أن تكون وخيمة و غالبا ما تكون على حساب صحة المواطن المغلوب على أمره. إهمال المرضى وسوء المعاملة يؤديان إلى تدهور الثقة بين المرضى والمؤسسات الصحية، مما قد ينعكس سلبا على جودة الرعاية الصحية. كما أن هذه التصرفات قد تؤدي إلى زيادة معدلات الشكاوى والاحتجاجات من قبل المرضى وعائلاتهم.
لكل هذه الأسباب، و بإسم المواطنين الغلبة العزل، نطالب أصحاب القرار التحرك بعجالة لمعالجة هذه المشكلة، من أجل ذلك يمكن اعتماد عدة استراتيجيات. أولاً، من الضروري تعزيز التكوين الأخلاقي في برامج التعليم الطبي والتمريض لضمان فهم عميق للقيم الإنسانية والدينية. ثانيا، يجب تحسين الرقابة الداخلية في المستشفيات لمتابعة التصرفات وتطبيق معايير الأخلاق المهنية. وأخيرا، يمكن تنفيذ برامج توعية تستهدف تعزيز القيم الإنسانية والدينية بين العاملين في القطاع الصحي.
ختاما، إن تحسين الحس الأخلاقي والوازع الديني لدى الأطباء وأطر التمريض في المستشفيات الحكومية المغربية هو خطوة أساسية لضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة عالية وملتزمة بالقيم الإنسانية. من خلال تنفيذ استراتيجيات فعالة، يمكن تحقيق تقدم كبير في تحسين تجربة المرضى وتعزيز الثقة في النظام الصحي المغربي. فانتظار ذلك، نطلب ممن ينطبق عليهم ما قلناه أن يتقوا الله في خلق الله كما نشيد بمن يقومون بعملهم على أحسن وجه و نشكرهم على حس مسؤوليتهم.