أسواقنا الأسبوعية: بين تنامي النفايات وتقصير المسؤولين

الدائرة – ذ.لحسن امدين

كلما زرت سوقا أسبوعيا (كما حصل معي يوم أمس السبت حين زرت السوق الأسبوعي بسيدي الطيبي) إلا و أثار انتباهي حالها المدمي للقلب بسبب النفايات المنتشرة في كل الأرجاء.
و رغم ان هذه الأسواق الأسبوعية تعتبر جزءا أساسيا من الحياة الإقتصادية والإجتماعية في كل ربوع المملكة، حيث تشكل منصة مهمة لتبادل السلع والخدمات إلا أنها تئن تحت رحمة أكوام من الأزبال و النفايات و هو مشكل ملح يتعلق بإدارة النفايات و الذي يعتبر تحديا كبيرا لكونه قضية حيوية تتطلب حلولا متكاملة ومشاركة فعالة من جميع الأطراف المعنية من خلال تحمل المسؤولية و تحسين البنية التحتية، وتعزيز الوعي البيئي، وتشجيع المبادرات المستدامة. فعلى عاتق من تقع مسؤولية إدارة النفايات في الأسواق الأسبوعية المغربية؟
صحيح أن المسؤولية يتحملها الجميع من باعة و تجار و مستهلكين و جمعيات المجتمع المدني لكن القسط الأكبر منها يقع على عاتق المكلفين بتسيير الشأن المحلي لكل مدينة تتوفر على سوق أسبوعي من سلطات محلية و مجالس جماعية و منتخبين، ذلك أن من واجبهم تنظيم و إدارة خدمات جمع النفايات و تنظيف الأسواق بعد انصراف الباعة و المتسوقين و يجب عليهم توفير الحاويات و الآليات اللازمة لجمع الأزبال و التعامل معها بشكل فعال. كما يجب عليهم تحسيس المواطنين و ردع المخالفين منهم كلما دعت الضرورة إلى ذلك. لكن و كما يبدو فالكل يتنصل من هذه المسؤولية رغم كل الشعارات الرنانة التي يتغنى بها الجميع من أجل الحفاظ على نظافة الأماكن العامة بشكل عام، و من يرتاد أسواق المملكة من شمالها إلى جنوبها سيوافقني الرأي. فأين نحن إذن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال بأن “النظافة من الإيمان”؟
في انتظار أن يستيقظ وعي الإيمان بالمسؤولية فينا، استمتعوا ببشاعة منظر أسواقنا المتألمة.