أتعلم يا صاح، نحن في الحاجة أن نضحك ! وأن نسترسل في الغناء و في التهادي ككل العابرين، لكن الدمعة تخنق بسمتنا… وهذا الضياع الانتخابي الذي لا أجد له اسما و لا معنى يعيق صفاء بسمتي، يشلني، يفرغني من موسيقى الذات، يظل يغرقني في بحر الثمالة، بل يجردني حتى من فسحة الشعر…
أُغْنِيَةٌ إِلَى ابْنِ عِزْرَا
هذه أغنيتي
عَرْبَداتُ أوْتار سكْرى ورعْشة أحرف مرثَّلة
من حَرِّ متلظي ينوح
…
و تحلق الجروح
من رحم أمي إلى التراب
…
مَراسِيَ مَعْبَدُ فَحْمٍ
من قدمي توقد النار
و يولد من أُواري الجدار
…
يختنق في هَوْجاء القَصَب النهار
تَتَّشِحُ سودَ عباءاتها وجوهُ الدراويش
وتُشْرِعُ سُفُنَ العذاب
…
في دمعة طفل
يأخذ الله شكلَ غراب
ويعدو الوقت مَتْرَبةً
…
ولستَ تَدري
ألَفَّكَ الحبّ في هذا الجحيم أم الكفن
كل أنشودةِ موتٍ يسمونها وطنُ
…
تضيق الأرض/القبر بنا
تهشم،
تكسر عود أضلعنا
وتسمي خُطانا؛ خَطايا الأبدية
…
نحن من نحن
لا علة و لا يد
ثعَدِّلُ إيقاع الموت بالآياتِ السرمدية
في غمار هذا الغور العتيم
…
و لا زالت تنهمي دموع طفلة فضح البؤس سوءتها
…
كيف أذبح الحجر ؟
هل له دم ؟
أم أن الذي خلق الدمع/الدم و الحجر لا يَحْنو صليبُ أعطافه ؟
أيها الدمع
أيها المنسكب على خدنا قنديلا
هل من حقنا ؟
هل من حقنا أن نحيى قليلا ؟
هشام محب