الدائرة – ذ.لحسن امدين
تشهد المدن المغربية، في السنوات الأخيرة، تزايدا ملحوظا في ظاهرة السياقة الاستعراضية بالدراجات النارية، التي تعتبر ظاهرة لافتة للانتباه لكنها تنطوي على مخاطر كبيرة. تتجلى هذه الظاهرة في قيام الشباب بالسياقة بحركات استعراضية ومناورات جريئة على الطرق العامة، مما يجذب الإنتباه ويثير إعجاب البعض، بينما يعتبر مصدر قلق كبير للسلطات والمواطنين على حد سواء.
- الأسباب والدوافع:
تتعدد الأسباب التي تدفع الشباب إلى الانخراط في هذه الأنشطة الاستعراضية، منها الرغبة في التباهي والتميز، بحثا عن إثبات الذات والبحث عن الإعجاب والتقدير من الأقران. كما تلعب وسائل التواصل الإجتماعي دورا كبيرا في تعزيز هذه الظاهرة، حيث يتم تبادل مقاطع الفيديو التي تظهر حركات خطيرة بشكل متكرر مما يدفع الشباب و المراهقين على تقليدها. - المخاطر والتحديات:
تشكل السياقة الاستعراضية بالدراجات النارية خطرا بالغا على حياة السائقين والركاب وسائقي المركبات الآخرين و كذلك على الراجلين. و غالبا ما تكون الحوادث الناتجة عن هذه التصرفات مميتة أو تتسبب في إصابات خطيرة و عاهات مستديمة تشكل عبءا كبيرا على المجتمع. كما أن هذه الظاهرة تؤدي إلى تعطيل حركة المرور، مما يؤثر على سلامة الجميع ويزيد من الازدحام المروري. - الإجراءات الواجب اتخاذها:
في مواجهة هذه الظاهرة، يجب على السلطات المغربية بالدرجة الأولى أن تتخذ عدة إجراءات تهدف إلى الحد من انتشار السياقة الاستعراضية. تشمل هذه الإجراءات تشديد العقوبات على المخالفين وتعزيز دوريات الشرطة لمراقبة الطرق. بالإضافة إلى ذلك، يجب تنظيم حملات توعوية و تحسيسية تهدف إلى تثقيف الشباب و المراهقين على وجه الخصوص حول المخاطر المرتبطة بهذه الأنشطة وأهمية القيادة الآمنة. كما يجب على الأسر والمدارس والمجتمع بشكل عام أن يساهموا جميعا كل من مكانه و على قدر استطاعته في توجيه الشباب و المراهقين نحو البدائل الصحيحة والإيجابية عوضا من الانخراط في أنشطة قد تضر بصحتهم وسلامتهم.
و في الختام، يجب أن نعي جميعا أن ظاهرة السياقة الاستعراضية بالدراجات النارية في المدن المغربية مشكلة متعددة الأبعاد تتطلب تعاونا واسعا بين السلطات و الإعلام و المدارس و جمعيات المجتمع المدني و كل المجتمع كما يجب تعزيز الوعي وتطبيق القوانين بصرامة لضمان سلامة الطرق والحفاظ على حياة الأفراد.