اهتزت قلعة السراغنة، السبت الماضي، على وقع حادث غريب، تمثل في اعتداء مدير مدرسة ابتدائية على أستاذ، موجها إليه ضربة برأسه “نطحة” كانت كافية لإسقاطه على الأرض.
وحسب مصادر، فإن مدير مدرسة ابتدائية “مركزية تاوزينت” التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اعتدى على أستاذ بالمؤسسة نفسها بعد نشوب خلاف بينهما.
وأضافت المصدر ذاته، أن سوء الفهم بين الطرفين، يعود إلى لجوء المدير إلى استفسار الأستاذ عن أسباب تأخره لمدة ربع ساعة عن موعد الدرس، بعد دخوله متأخرا إلى المدرسة.
وأوردت مصادر متطابقة، أن المدير المعروف بصرامته في تطبيق القانون بحذافيره، لم يستسغ تأخر الأستاذ عن موعد التحاقه بالقسم، فاستشاط غضبا، ليقرر بمجرد معاينته وهو يحاول الدخول إلى القسم محاصرته، متهما إياه بالتقصير والتكاسل بفعل سلوك التماطل في أداء الواجب المهني.
وأدى عدم تقبل المدرس لتصرف رئيسه في العمل الذي تحدث إليه بأسلوب صارم، إلى الدخول معه في نقاش حاد، تطور إلى ملاسنات، قبل أن يباغت المدير الأستاذ بضربة بالرأس والوجه.
وأسفرت عملية الاعتداء عن نقل الأستاذ إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي السلامة بقلعة السراغنة لإخضاعه للعلاجات الضروية، كما أجرى الضحية فحوصات دقيقة بجهاز “السكانير”، مخافة أن تؤدي قوة “النطحة” إلى حدوث نزيف داخلي بالرأس.
وخلف الحادث تذمرا وسخطا بالغين وسط الشغيلة التعليمية بالمؤسسة مسرح الاعتداء، التي عبرت عن استنكارها لانتقال عدوى العنف المدرسي الممارس من قبل التلاميذ إلى استهداف الأطر التربوية والإدارية بعضها البعض، داخل فضاءات التربية والتكوين.
وعبرت المصادر نفسها، عن رفضها لكل أشكال العنف بالوسط المدرسي وكل ما يسيء إلى المؤسسات التربوية وحرمتها، مؤكدة أن السلامة الجسدية وكرامة الأطر التربوية والإدارية خط أحمر لا يمكن المساس به، مهما كانت المبررات.
وتفاعلا مع الفضيحة المدوية، أوفدت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صباح أمس (الاثنين) لجنة إلى المؤسسة التعليمية موضوع الحادث، من أجل التحقيق في القضية، إذ تم الاستماع إلى المدير المتهم، في انتظار تصريحات الأستاذ الضحية الذي لم يستأنف عمله بعد واقعة الاعتداء.