الحالة المزرية للطريق الجهوية 108: صرخة من الجنوب الشرقي للمغرب
الدائرة – ذ.لحسن امدين
لا شك أن مستعملي الطريق الجهوية 108 التي تربط بين تانسيخت وتازارين في الجنوب الشرقي للمغرب سيلاحظون أنها تواجه أزمة حادة تبرز من خلال تدهور حالتها بشكل كبير و أصبحت تشكل خطرا على مستعمليها من سائقين و مسافرين و حتى على الساكنة المجاورة و يزداد خطرها ليلا لغياب أدنى شروط السلامة على طولها. هذه الطريق التي تعد شريانا حيويا تربط مجموعة من الدواوير والقرى و التجمعات السكنية في المنطقة أصبحت في حالة أقل ما يمكن أن يقال عليها أنها مزرية، مما يثير قلقا متزايدا بين السكان ويضع تحديات كبيرة على عاتق السلطات المحلية و الجهوية والوطنية.
- مشاكل البنية التحتية وتأثيراتها:
تشهد الطريق الجهوية 108 تآكلا شديدا، حيث تتواجد فيها حفر عميقة وتشققات واسعة، مما يجعل السفر عليها محفوفا بالمخاطر. وأدى تدهور حالة الطريق إلى زيادة حوادث السير، التي تنجم عن صعوبة القيادة في ظل الظروف السيئة. الحوادث المتكررة تتسبب في إصابات و وفيات، وهو ما يزيد من معاناة السكان المحليين ويجعل الرحلات اليومية مهمة شاقة وخطيرة كما أنها تأثر على العربات و تكبد مالكيها خسائر مادية فادحة.
تأثيرات تدهور الطريق هذه لا تقتصر على السلامة العامة فحسب، بل تمتد إلى النشاط الإقتصادي أيضا حيث يعاني التجار من تأخيرات في نقل البضائع من و إلى المنطقة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤثر سلبا على أسعار السلع بل و يتسبب ذلك في إتلافها أحيانا خاصة المنتجات المحدودة الصلاحية أو الحساسة كالزجاج مثلا. إضافة إلى ذلك، فإن تدهور الطريق يعيق وصول الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم إلى القرى النائية، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الوصول إلى هذه الخدمات الحيوية. - دعوة إلى العمل:
يشكل الوضع الراهن للطريق الجهوية 108 دعوة ملحة و مستعجلة للتدخل الفوري من قبل الجهات المعنية من وزارة التجهيز إلى الجماعات القروية التي يربطها هذا المسلك الطرقي مرورا بالمجلس الجهوي لجهة درعة تافيلالت و المجلس الإقليمي لإقليم زاكورة. و يجب أن تكون هناك خطة شاملة لإصلاح الطريق، تشمل ترميم الأجزاء المتضررة وإعادة تأهيلها بمواد ذات جودة عالية لضمان استدامتها. كما أن الشفافية في إجراءات الإصلاح والتواصل مع المجتمع المحلي يمكن أن تساهم في تخفيف القلق وتعزيز الثقة في جهود الإصلاح.
ختاما، و لأن الطريق الجهوية 108 بمثابة شريان أساسي للحياة في الجنوب الشرقي للمغرب، ومع تدهور حالتها الحالية، فإن استجابة عاجلة وفعالة ضرورية لتحسين الوضع وضمان سلامة السكان وتعزيز التنمية في المنطقة.
فاتظار أن تلقى نداءات الساكنة و مستعملي هذه الطريق آذانا صاغية و مسؤولة، و فاتظار أن يستيقض وعي المسؤولين على المنطقة من سباته العميق، نطلب الله أن يرزق السالكين لهذا المقطع الطرقي الصبر الجميل.
بقلم ذ. لحسن امدين.
التعليقات مغلقة.