جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الزحف العمراني وتأثيره السلبي على القطاع الغابوي في مدينة القنيطرة

الدائرة – ذ.لحسن امدين

كلما زرت مدينة القنيطرة و محيطها إلا و لاحظت أن البنايات تزحف و تنتشر على حساب القطاع الغابوي. لكن في السنوات الأخيرة و بسبب النمو العمراني المنقطع النظير الذي تعرفه المدينة أصبحت هذه الظاهرة جزءا من التطورات الحضرية التي تشهدها المدن المغربية عموما. هذا الزحف العمراني كان له تأثيرات سلبية على القطاع الغابوي بالخصوص، والذي يعد من الأصول البيئية والاقتصادية الهامة بالمنطقة و يتميز بتنوعه البيولوجي و غناه الطبيعي لكنه و للأسف الشديد يواجه ضغوطا متزايدة نتيجة للتوسع العمراني و الذي فرضته عدة أسباب نذكر منها جشع المنعشين العقاريين و النمو الديموغرافي للسكان لذلك فإن الأراضي التي كانت تعتبر غابات أو مناطق خضراء تحولت تدريجيا إلى مناطق سكنية وتجارية وصناعية. هذا التوسع يؤثر سلبا على البيئة بطرق عدة، منها: اجتثاث المواطن البيئية و ذلك بتحويل الغابات إلى المناطق العمرانية و بالتالي تدميرها و تقليص التنوع البيولوجي وتعريض العديد من الأنواع للتهديد. هناك كذلك الآثار السلبية على الموارد المائية ذلك أن الغابات تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على المياه و تساهم في تساقط المطر، و لأن الغابات تعمل كـ”رئة” طبيعية من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون و إنتاج الأكسجين فإن فقدانها يساهم في زيادة مستويات هذا الغاز في الجو، مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. من جهة أخرى يؤدي اجتثاث المناطق الغابوية التي توفر مصادر رزق للكثير من السكان المحليين من خلال جمع الأخشاب والنباتات الطبية إلى حرمانهم من هذا المصدر و بالتالي فإن تدمير هذه المناطق يمكن أن يؤثر سلبا على سبل العيش التقليدية للمجتمعات المحيطة.
إذن، و في ظل هذه التحديات لابد من بدل جهود محليا و وطنيا للحفاظ على الغابات في مدينة القنيطرة و في كل المناطق على البسيطة مثل تشجيع المشاريع التي تأخذ بعين الإعتبار الحفاظ على البيئة وعدم التوسع على حساب الغابات و الترويج لإستخدام أساليب زراعية تحافظ على البيئة وتقلل من الحاجة إلى إزالة الغابات و تعزيز الوعي بين السكان وصناع القرار حول أهمية الحفاظ على الغابات وتدريبهم على أساليب الإدارة المستدامة.
لكل هذا، يعد الزحف العمراني على القطاع الغابوي في مدينة القنيطرة، كما هو الحال في باقي المناطق في كل ربوع المملكة، تحديا بيئيا خطيرا يتطلب اهتماما فوريا لا يستحمل التعجيل لأن الحفاظ على الغابات لا يعتبر فقط مسؤولية بيئية، بل هو أيضا قضية اجتماعية واقتصادية و قضية حياة، و بالتالي فإنه من الضروري تبني سياسات مستدامة وتكثيف الجهود الجماعية، للتخفيف من الآثار السلبية وضمان تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة.

التعليقات مغلقة.